مقالة فلسفية استقصائية بالنفي: اثبت بطلان الأطروحة الآتية "الألفاظ حصون المعاني"
السؤال : اثبت بطلان الأطروحة الآتية "الألفاظ حصون المعاني"
المقدمة: (طرح الإشكالية )
الإنسان كائن إجتماعي بطبعه يتعامل مع غيره ووسيلته في ذلك اللغة، ولقد أصبح من الشائع لدى بعض الفلاسفة ان الألفاظ حصون المعاني لكن هناك من يعارض ذلك وهم أصحاب الاتجاه الثنائي ولقد تقرر لدى رفض الأطروحة "الاتجاه الواحدي" والمشكلة المطروحة كيف نبطل ذلك؟
التحليل : محاولة حل الإشكالية
الجزء الأول
إن الأطروحة القائلة "الألفاظ حصون المعاني " أطروحة باطلة وذلك بوجود عدة مبررات تدفعنا إلى ذلك ومن الناحية الواقعية كثيرا ما يتراجع إنسان عن كتابة بعض الكلمات أو يتوقف عن الكلام والسبب في ذلك أن الألفاظ تخونه أي رغم وجود المعاني إلا أنه لا يستطيع التعبير عنها وقد يعود السبب إلى عدم قدرة الألفاظ على احتواء المعاني العميقة والمشاعر الدافئة والعواطف الجياشة لذلك قيل إذا كانت كلماتي من ثلج فكيف تحتوي بداخلها النيران ومن الأمثلة التي توضح ذلك أن الأم عندما تسمع بخبر نجاح ولدها قد تلجأ إلى الدموع، وهذا يبرر عجز اللغة.
الجزء الثاني
إن هذه الأطروحة لها مناصرين وعلى رأسهم جون لوك الذي قال " اللغة سلسلة من الكلمات تعبر عن كامل الفكر" ولكن كلامه لا يستقيم أمام النقد لأن الألفاظ محصلة ومحدودة بينما المعاني مبسوطة وممدودة وكما قال أبو حيان التحيدي " ليس في قوة اللفظ من أي لغة كان أن يملك ذلك المبسوط (المعاني ) ويحيط به " وكذلك ترى الصوفية يلجأون إلى حركات ورقصات لأن الألفاظ لم تستطع إخراج جميع مشاعرهم .
الجزء الثالث
إن الأطروحة القائلة :"الألفاظ حصون المعاني" يمكن رفعها ( إبطالها) بطريقتين : شخصية وهذا ما حدث لي عندما إلتقيت بزميلي لم أره منذ مدة حيث تلعثم لساني ولم أستطع التعبير عن مشاعر الإشتياق نحوه، إن الألفاظ في هذه الحالة قتلت المعاني ونجد بركسون أبطل هذه الأطروحة وحجته أن اللغة من طبيعة اجتماعية وموضوعية بينما الفكر ذاتي وفردي .
الخاتمة : حل الإشكالية
وخلاصة القول أن اللغة مجموعة من الإشارات والرموز تستعمل للاتصال والتواصل والفكر خاصية ينفرد بها الإنسان وقد تبين لنا أن هناك من يربط بين الفكر واللغة مما دفعنا إلى رفض هذه الأطروحة ونقد مسلماتها والرد على حججها وبالنظر إلى ما سبق ذكره نصل إلى حل هذه الإشكالية - إن الأطروحة القائلة " الألفاظ حصون المعاني " أطروحة باطلة ويجب رفضها .